bebo <<مؤسس المنتدى >>
عدد المساهمات : 379 تاريخ التسجيل : 17/01/2010 العمر : 32 الموقع : شبكة منتديات تمى الأمديد
| موضوع: غزة ... وسط صمت رهيب، بقلم د. إبراهيم الدويش الأحد يناير 17, 2010 7:32 am | |
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:؛
فإن ما يحدث لإخواننا الآن في غزة أمر يندى له الجبين، وقد تكلم فضيلة الشيخ الدكتور/ إبراهيم بن عبد الله الدويِّش، في هذا الموضوع قبل عشرة أشهر تقريبًا، وليس هذا الكلام من فضيلته رجمًا بالغيب،
ولست بعلام الغيوب وانما ... ... أرى بلحاظ الرأي ما هو واقع
وإنما تكلم بذلك من خلال رؤية سديدة منه – وفقه الله – لواقع الأمة المؤلم، فتكلم في خطبة الجمعة، وكتب مقالاً تحت عنوان: ((غزة ..والصمت الرهيب)) فقال حفظه الله:
وقف قلمي صارخاً في أعماقي عن أي شيء ستكتب هذا الأسبوع؟ ظهر علي تردد وشرود..فقطعها علي معاتباً بشدة: وهل تطيب الكتابة عن أي شيء؟! وصرخات الثكالى في غزة تنادي: وإسلاماه؟! والأم: يا طفلاه؟! والطفل: يا أماه؟!... في غزة هذه الأيام، صوت المدافع يصم الآذان، في السماء طائرات، وفي الأرض دبابات وقاذفات، وبينهما هدير الرشاشات، وأزيز القناصات... وهل يمكنك أن تغفل أو تتغافل عنهم ؟! - فنزف القلم بغضب وعناد - : هل تستطيع أن تسكت أو تتهرب وأنت ترى أكثر من مليون مسلم يحاصرون في بضع كيلومترات، برد قارس، وشظف عيش، يحاصرون حتى في كسرة الخبز ونور الكهرباء، شباب ورجال بين قتلى وأسرى، وأطفال يركضون ويصرخون، ولكن إلى أين ؟! لا يدرون؟! طاعنون في السن لا حيلة لهم يتساقطون؟! نساء يحتضن الرضع، ويمسكن الأطفال بالأيدي، اثنين وثلاثة... فكلهم يصرخون ويبكون؟! اختلطت الأصوات: بكاء الأطفال، أنين اليتامى، وآهات الجرحى، توسلات الثكالى، تحليلات وتقارير وأخبار، حتى أصبح الليل في غزة كالنهار، فهل بعد هذا كله نصم الآذان، ونتجاهل الأحداث حتى الآن؟! لماذا القلب أصبح كالحجر؟! ألا نشعر بالخجل، حتى مجرد الكتابة عنهم أصابنا فيه الفتور والكسل أم هو الخوف؟! مساكين (أهلنا) في غزة! لا ترى في عيونهم سوى الذهول والأسى، وأسئلة لا إجابات لها: لماذا نحن محاصرون؟ ولماذا هكذا بنا يفعلون؟ أليس لنا أهل؟ أليس لنا إخوة في الدين؟ ألسنا عرباً؟ فأين العرب؟! ألسنا بشراً من الناس، فأين الناس عنا..؟!
فجأة رفعت قلمي لأوقف نزفه.. فقد خشيت أن يكمل فيقول: أين حكام المسلمين؟! أين البرلمانات العربية؟! أين المؤسسات الحقوقية والقانونية؟! لماذا هذا الصمت الرهيب المخزي؟! ثم أقع في حرج ومسائلة؟! فاستجمعت قواي أمام قلمي لأخرج من حرج الموقف والمعاتبة..سددت سهام كلماتي للعامة من أمثالي .. فمالي وللسياسة فأنا كغيري سأضمن كسرة خبز لأولادي..
يا مسلمون لقد جفت المآقي حتى لم يبق فيها دموع!! ولكن هل ستجدي الدموع وحدها، وهل سنبقى أمة تندب وتنوح، ونحن نبخل عليهم بمجرد الدعاء، أو حتى دريهمات الخبز والدواء؟ فأين الشعور بالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..؟!!
العجيب والغريب..أين الفضائيات وقد أخذت على عاتقها همّ الأمانة الصحفية والإعلامية..!! فقوموا بواجبكم ؟!أدوا الأمانة التي حملتموها...
أيها المسلم في أي موقع كنت: إن لم تتحرك الآن وأنت ترى أنهار الدماء وأكوام الأشلاء، وتقرأ في العيون البريئة الحسرات والآلام، فمتى ؟! تأكد أيها المسلم : أن الله لن يسألك ويحاسبك إلا عما تستطيع وتقدر، فتحرك أخي ففي مقدورك الكثير ثم بعدها ردد: اللهم إنك تعلم حال إخواننا، وتعلم حالنا وضعفنا وقلة حيلتنا، اللهم هذا جهدنا وما بوسعنا، فارض اللهم عنا، وأعنا على القيام بحق إخواننا على الوجه الذي يرضيك عنا.. اللهم احفظ إخواننا في غزة المنكوبة، وفي فلسطين كلها وسائر بلاد المسلمين .
(سلاح الشعر) :
دماء المسلمين بكل أرض تُراق رخيصة وتضيع هدرا وبالعصبية العمياء تعدو ذئاب ما رعت لله قــدرا وصيحات الأرامل واليتامى تُفتت أكبداً وتُذيب صخرا وليس لهم مغيث أو معين كأن الناس كل الناس سكرى وأنهار الدماء بغيـر ذنب ترُاق وتُزهق الأرواح غدرا
بقلمي المعاند إبراهيم بن عبدالله الدويش | |
|