--------------------------------------------------------------------------------
لمسات بيانية واءعجاز غيبى
أخى القارىء : ماأكثر الحروب الاعلامية التى تشن لتشويه الاسلام ورموزه الحية من بعض كبار المشاهير فى امريكا والعالم الغربى الذين رأوا فى منهج وتشريع هذا الدين القويم خطرآ كبيرآ عليهم فما كان منهم اءلا أن يرفعوا رايات التشويه والاساءة حفاظا على علاقة العداء وتمكينا للحقد المتملك من قلوبهم وأفئدتهم ليواصلوا ما بدأه أسلافهم منذ بدء الرسالة التى حملها نبى الرحمة والعدالة
محمد صلى الله عليه وسلم النبى الذى جاء مصدقآ لما معهم من كتب فكان الخطر الذى يحوم حول مصالحهم ويكبح طموحهم -- قال الله سبحانه وتعالى
(( يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله اءلا أن يتم نورة ولو كره الكافرون (32 ) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهرة على الدين كله ولو كره المشركون (33 ) ( التوبة
وقال عز وجل
(( يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ( 8 )هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهرة على الدين كله ولو كره المشركون ( 9 ) ( الصف ))
لست فى الاعجاز البيانى
استخدام الفعل ( يطفىء ) دون الفعل ( يخمد
قال الله تعالى : ( يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواهم ) الاطفاء هو الاءخماد وكلاهما يستعملان فى النار وفيما يجرى مجراها من الضياء والظهور ولكن العرب تفرق بين الاءطفاء والاءخمادبأن : الاطفاء يستعمل فى القليل والكثير والاخماد يستعمل فى الكثير دون القليل
2 - ومنه فاءن الكفار يريدون ابطال ما استطاعوامن الحق الذى جاء به نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم قليلآ كان أم كثير بغض النظر عن كمية الحقائق
التى يحاولون طمسها وهذا يدل على رضاهم بالقليل لما تحمل قلوبهم من غيظ وحقد وغل الفرق بين أن يطفئوا و ليطفئوا
قال الله تعالى : (يريدون أن يطفؤوا ) يقصد الكفار اءطفاء نور الله تعالى مباشرة
واءرادتهم متوجة الى الغاية ( الهدف ) بشكل مباشر بعد اعداد الوسائل واتباع
الطرق التى من خلالها يمكن الوصول الى غياتهم بحسب تصورهم فطلبهم هنا الغاية : أما فى قولل الله تعالى ( يريدون ليطفؤوا ) يقصدون أمر أيتوصلون به الى اءطفاء نور الله فهم يريدون اعداد الوسائل التمهيدية والطرق المناسبة التى تضمن الوصول لغايتهم والمعنى هنا طلب الوسيلة
3 - استخدام كلمة الكافرون دون المشركون
قال الله تعالى : ( ولو كره الكافرون ) اءن : أصل الكفر فى كلام العرب : الستر والتغطية ومنه قول الله تعالى ( كمثل غيث أعجب الكفار نباتة ) الحديد ( 20 ) (الكافر :الزارع الذى يغطى الحب بالتراب ليستره )
فالكفار يخفون الشيىء بعد معرفتهم به وهذا مثل ( أهل الكتاب ) الذين أخفوا الكتاب وكتموا الحق بعد اء1 جاءهم منهم يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما يعرفون أبنائهم : أما الشرك فهو من المشاركة وقيل هو أن يوجد شىء لاثنين أو اكثر وشرك الانسان فى الدين : اثباته شريك الله تعالى وفرق الفقهاء بين الشرك والكفر فالشرك يكون من الناس الذين جعلوا لله أندادا دون أن يكون لهم كتاب أما الكفر فيكونمن أهل الكتاب
معتمدين بذلك على قول الله سبحانه وتعالى
(( مايود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( 105 ) البقرة ))
حيث نجد فى الاية الكريمة السابقة اءفراد المشركين عن أهل الكتاب فالمشركون
(الوثنيون)
لم يكونوا يعلموا بظهور نبى الاسلام صلى الله عليه وسلم وكانوا يحاربوه لأنه
صغر الهتهم وجاء بأمر معارضى لمصالحهم فكانوا السند والعون لأهل الكتاب فى حربهم على الاسلام لأن غايتهم واحدة بالرغم من أختلاف سبب الحقد والعداء
4 - الاعجاز الغيبى
استخدام صيغة المضارع
ورد فى الاية الكريمة أربعة أفعال كلهابصيغة المضارع وهى على الترتيب
(يريدون ) - (يطفئوا ) - (يأبى ) - (يتم )
والفعل بصيغة المطارع يدل على الحال والاستقبال ( الاستمرار ) استخدام الحرف أن بعد الفعل يريد : بعض الأفعال فى اللغة العربية لايجوز أن تقع فى زمن الماضى لأنها تقيد الاستقبال مثل فعلى
أمرت وأردت -- فلا يجوز ان تقول : أمرتك أن قمت ولا أردت أن قمت
واعتمد العلماء على هذا القول من استخدام الحروف أن التى يمكن أن تكون مع الماضى فى غير أردت وأمرت وذكروا لها معنى الاستقبال بما لا يكون معه ماضى من الأفعال بحال : ومنه عندما يأتى الحرف ان بعد الفعل يريد فاءن الاستقبال يكون من وجهتين : الاولى : من الفعل نفسه لأنه بزمن المضارع
والثانى : فى دخول الحرف ان الذى يفيد مع الفعل يريد زمن المستقبل
ويأبى الله اءلا أن يتم نوره
الاباء : شدة الامتناع فكل اءباء امتناع وليس كل امتناع اءباء
ولكن كيف دخلت اءلا والكلام ليس فيه حرف نفى؟
مع العلم أن العرب لا تقول ضربت اءلا زيدآ والجواب أن العرب تحذف حرف النفى مع الفعل : أبى والتقدير
ويأبى الله كل شىء اءلا أن يتم نوره وقد تم وانتشر وظهر فى كل أصقاع المعمورة ولله الحمد وهذا مصدق قول الله سبحانه وتعالى
(( هو الذى أرسلرسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33 ) ( التوبة :5
يريد الكفار أن يطفئوا نور الله بأفواهم : وهنا لا يقتصر القول فقط على الحملات التى شنها الكفار الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وشهدوا ماشهدوا من المعجزات التى لا تقبل الشك أبدآ بأننه نبى مرسل بل تتعدى ذلك الزمن الى يومنا هذا ليقوم أعداء الدين بمحاربته
الحمد لله على نعمه الاسلام والحمد لله على نعمه القرأن